رواية انتقام اثم الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم زينب مصطفي


في وقت متأخر من الصباح..

فتحت ملك عينيها بكسل وهي تتقلب في الفراش وتنهدت براحة و هي تفتح عينيها بكسل و تتحسس موضع قاسم بجانبها لتجده فارغ فجلست وهي تنظر حولها و لفراش طفلها الفارغ وهي تقول بدهشة : 
=هو عمر وقاسم راحو فين..! 

لتتنهد وهي تقول : 
=الظاهر قاموا من بدري وانا من كتر تعبي نمت كتير. 

ثم جلست وإستلقت للخلف و هي تغلق عينيها بتوتر تتذكر الاحداث التي مرت بها في الامس وهمست بندم وعدم تصديق ودموعها تتساقط : 
=إزاي انا كنت هعمل في نفسي كده بقى معقول انا كنت هغضب ربنا وأموت نفسي و أيتم إبني ..

ثم جلست تستغفر الله كثيرا بندم ودموعها تتساقط بالرغم عنها ، لتمر عليها لحظات من الندم والاستغفار حتى نهضت وهي تمسح دموعها وتتوجه للحمام استعدادا للنزول للاسفل وهي تشعر باشتياق كبير لطفلها ولقاسم. 

ملك بندم وهي تتذكر كلماتها القاسية والمهينة التي اطلقتها في وجه قاسم : 
=مكنش المفروض أقوله كده .. أكيد هو زعلان مني و مش طايقني ولا طايق يشوف وشي. 

لتتابع بندم : 
=انا لازم اول ما أشوفه اعتذرله.. الكلام اللي انا قلتهوله صعب اوي يسامحني عليه. 

ثم تابعت وهي تتأمل نفسها في مرٱة الحمام و توبخ نفسها : 
=ايه اللي انا بقول ده ..لا طبعا مش هعتذرله لازم يبقالي شخصية ويحترمني مش كل شوية يبهدلني واسامحه وكمان اروح اعتذرله. 

لتتابع وهي تكلم نفسها في المرٱة.: 
=هو اللي غلطان وهو اللي لازم يعتذر..ا نا يعني كنت هعرف منين انه بيمثل على نيرفانا.. دا كفاية اوي ان بسببه كنت هموت نفسي.

لتتابع بتشجيع : 
=صح كده اجمدي يا ملك وخليه يندم على كل اللي عمله معاكي. 

ثم بدأت في الاستعداد والنزول الى الاسفل. 

بعد مرور نصف ساعة ..

نزلت ملك الى الاسفل بوجه خالي من اي نوع من انواع الزينة وقد قامت بتصفيف شعرها للخلف وجمعته في ربطة مطاطية على هيئة زيل حصان و ارتدت سروال مريح من الجينز الفاتح و قميص قطني بسيط أبيض اللون وحذاء ابيض رياضي بدون كعب ومريح. 

وتوجهت للاسفل لتجد ام رجاء تجلس في بهو الفيلا وحيده على احدى الارائك وهي تغزل قطعة من الصوف وتدندن براحة و الهدوء يعم المكان. 

جلست ملك بجانبها وقبلتها على وجنتها وهي تقول بحيرة : 
=صباح الخير يا خالتي ..أومال عمر والباقيين فين ! 

ام رجاء بابتسامة رقيقة : 
=صباح الخير يا روح خالتك .. عمر مع جده في اوضة المكتب انتي عارفه مبيسبوش من ايده حتى وهو بيشتغل. 

نظرت ملك تتأمل المكان من حولها وهي تدعي اللا مبالاة : 
=و قاسم..

ام رجاء بخبث : 
=ماله..! 
 
ملك بحرج : 
=يعني هنا ..ولاا خرج..! 

ام رجاء بمكر : 
=لا خرج من بدري أوي ..وسمعته بيقول لجده انه هيروح يطمن على مرات عمه ويزور الحرباية اللي اسمها نيرفانا ويعدي على الشركة وبعدين هيرجع على طول. 

ملك بخيبة امل : 
=خرج …طيب انا هروح اشوف عمر اصل كنت نايمة ومشفتوش النهاردة. 

ربتت ام رجاء على كتفها بتفهم : 
=روحي يا حبيبتي شوفي ابنك و متقلقيش قاسم مش هيتأخر. 

ملك بارتباك : 
=وانا مالي يتأخر ولاا ميتأخرش هو حر. 

رفعت ام رجاء حاجبها بسخرية : 
=يا بت دا مفيش حد فاهمك قدي ..عموما ربنا يهدي سرك ويهديكم لبعض. 

ملك بتوتر : 
=انتي بتقولي ايه بس ..انا هروح اشوف عمر. 

الا انها تفاجأت بصوت الجد الانصاري يقول بمرح وهو يحمل حفيده : 
=وعمر جالك بنفسه اهو. 

ابتسمت ملك بسعادة وهي تتلقى طفلها بين ذراعيها تقبله بحنان ومرح وطفلها يطلق ضحكاته الطفولية بسعادة . 

تأملهم الانصاري الكبير بابتسامة كبيرة و جلس بجوار ام رجاء وهو يقول براحة.: 
=انا بحس ان صوت ضحكت حفيدي عمر وهي بترن في الفيلا وتملاه فرحة وبهجة بترجعني ييجي عشرين سنة لورى. 

ام رجاء وهي تتأمل ملك التي تلاعب طفلها بمرح : 
=ربنا يخليه ليكم ويطرح لكم البركة فيه. 
 
لتتابع بمكر : 
=وتملوا عن قريب البيت بإخوات له .. ولاد وبنات حلوين وزي القمر زيه كده بالظبط. 

لتتابع بتأكيد : 
=اصل الولاد عزوة وسند. 

نظر لها الانصاري بأمل : 
=ان شاء الله ..انا عندي امل كبير ان اشوف احفادي كلهم قبل ما اموت ويملو الفيلا عليا فرحة وسعادة. 

شهقت ام رجاء باعتراض وهي تقول باندفاع : 
=بعد الشر عليك موت ايه اللي بتتكلم عنه .. دا انت لسه في عز شبابك ..ان شاء الله هتشوف احفادك ماليين عليك البيت وتفرح بيهم وتفرح بولادهم وولاد ولادهم كمان. 

نظر لها الانصاري بابتسامة واسعة : 
=انتي شايفه كده ..علشان عنيكي طيبة زي قلبك الطيب. 

ام رجاء بارتباك : 
=دا ..دا من زوقك يا انصاري بيه. 

الانصاري بمكر : 
=خليها الانصاري بس ..بلاش تكليف ما بينا يا ست ام رجاء... 

توهج وجه ام رجاء وهي تقول بخجل : 
=ميصحش يا انصاري بيه .. يعني..

الانصاري مقاطعا بمرح : 
=لا يصح أوي ..الا قوليلي بتعرفي تلعبي طاولة. 

ابتسمت ام رجاء بخجل : 
=اه بعرف كنت بلعبها مع المرحوم جوزي الله يرحمه. 

الانصاري بسعادة وهو يقف ويشير اليها بمرح : 
=كده يبقى تمام اوي تعالي بينا نقعد في الجنينة نلعب دورين طاولة ونحكي مع بعض شوية. 

وقفت ام رجاء وهي تبتسم بارتباك في حين تابعت ملك ما يحدث بينهم بدهشة. 

لتقول بتعجب : 
=هو فيه ايه ! 

ليرتفع فجأة صوت ايقاف سيارة بالخارج امام باب الفيلا. 

الانصاري بمرح : 
=الظاهر قاسم وصل. 

شعرت ملك بالتوتر يستولي عليها خوفا من مواجهة زوجها بعد كلامها الجارح معه في الامس..

فاحتضنت طفلها وهي تدعي انها مشغولة بملاعبته وهي تستمع لصوت اقدام قاسم لكن ما جعلها ترفع عينيها بدهشة وتوتر هو صوت كعب حذاء عالي ترافق مع خطواته ..

احتضنت ملك طفلها بحماية وهي تتخيل لوهلة ان من ترافقه هي نيرفانا .. الا انها تفاجأت ان من ترافق قاسم فتاة صارخة الجمال طويلة ورشيقة ذات عينين زرقاء وبشرة ناصعة البياض وشعر اصفر ناعم ينساب خلف ظهرها بنعومة .. تضع مكياج كامل ومتقن على وجهها وعطر فواح يملاء المكان بجاذبية. 

في حين ترتدي جيب زرقاء ضيقة جدا تصل لمنتصف ركبتيها تظهر معظم ساقيها الرشيقتين وبلوزة انيقة من الحرير الاصفر ضيقة ذات حملات عريضة وحذاء أصفر اللون ذو كعب عالي جدا. 









قاسم بهدوء : 
=مساء الخير..

ام رجاء وهي تتأمل مرافقته بدهشة : 
=مساء النور يا ابني. 

اقترب قاسم يحمل طفله يقبله بحنان وهو يتجاهل ملك التي تنظر الى مرافقته بدهشة ويحدث جده بجدية.: 
=جدي ياريت تيجي معايا علشان نراجع ورق الصفقة قبل ما نمضي العقود بالليل. 

الانصاري وهو يتأمل وجه ملك الغاضب بمكر : 
=طيب مش تعرف الجماعة بهايدي الاول. 

ملك وهي تنظر لقاسم باستنكار : 
=هايدي .. هايدي مين ؟ 

تجاهلها قاسم وهو يقول ببرود : 
=هايدي تبقى مساعدتي الشخصية..

ثم اشار لهيدي باهتمام وهو يتجاهل الحديث عن ملك : 
=وده يبقى عمر ابني والست ام رجاء تبقى جدته ..

الجد وهو يتابع ما يحدث بمكر.: 
=انت نسيت ملك ولا ايه! 

قاسم وهو يتجاهل النظر اليها : 
=اه ..ملك تبقى إم عمر ابني. 

هايدي برقه وهي تتأمل ملك باستخفاف : 
=تشرفنا..

شحب وجه ملك وعينيها تضيق بغيظ تتأمل هايدي التي تنظر لها بتكبر وهي تشعر باهانة كرامتها لتجاهله لها و قاسم يتابع بعملية : 
=يلا يا جدي من فضلك مفيش وقت الناس على وصول. 

الجد بمرح : 
=انت مش راجعت كل حاجه .. يبقى خلاص خد مساعدتك وراجعو اللي انتو عاوزينه وملكش دعوة بيا انا مش فاضي .. انا رايح العب طاولة مع الست ام رجاء. 

قاسم باستنكار : 
=والعقود يا جدي لازم تبقى عارف كل حاجه قبل ما نمضي .. وبعدين انا عازمهم النهاردة على العشا عشان خلاص هنمضي العقود. 

الانصاري وهو يحمل عمر من قاسم : 
=البركة فيك .. وبعدين انا راجعت العقود دي قبل كده .. اقولك خد ملك معاك واكتب لها النقط المهمة وملاحظاتك و فهمهالها وهي تبقى تفهمهم ليا. 

قاسم باستنكار رافض : 
=ملك ايه اللي هيعرفها ولاا يفهمها في شغلنا..! 

وقفت ملك بغضب وتحدي وقد توهج وجهها : 
=ليه غبيه ولاا معنديش مخ .. ما أنا كنت شغالة في مكتب قبل كده واشتغلت معاك انت شخصيا. 

ثم التفتت للانصاري الكبير وهي تقول بتحدي : 
=اتفضل انت يا جدو وانا هلخصلك كل النقط المهمة واديهم لحضرتك. 

نظر قاسم لها بسخرية وهو يقول بتوعد : 
=بقى كده ..طيب اتفضلي قدامي. 

نظرت ملك له باستخفاف ووقفت بتحدي. 

في حين قال الانصاري الكبير باستمتاع : 
=يلا يا ام رجاء قدامي على الجنينة ولاا خايفة تتهزمي. 

تبعته ام رجاء ثم مالت على اذن ملك التي تغلي من شدة الغضب تهمس لها : 
=جالك كلامي يا موكوسة..

ثم غادرت برفقة الانصاري الذي حمل حفيده الى حديقة الفيلا. 

أشار لها قاسم بجدية : 
=اتفضلي ادخلي خلينا نبدأ الشغل. 

ثم تركها ودخل الى غرفة مكتبه تتبعه هايدي التي نظرت اليها باستخفاف وتعالي. 

ملك بغضب : 
=ودي بتبصلي كده ليه هي كمان ..ايه مش عاجبها شكلي والا ايه! 

لتتابع بغضب وغيرة : 
=ماشي يا قاسم جايب باربي تشتغل عندك سكرتيرة. 

ثم نظرت لملابسها بضيق : 
=طبعا واحدة لابسه من غير هدوم هيعجبها لبسي ازاي..! 

لتتابع بغضب وهي تتأمل نفسها : 
=ماهي برضه عندها حق ..ايه اللي انا لابساه ده! 

لتتنهد بضيق ثم تبعتهم الى غرفة المكتب لتجد قاسم يجلس على احدى المقاعد المريحة وتجلس بجواره هايدي التي تميل عليه برقة وهي ممسكة ببعض الاوراق و يضع امامه جهاز كمبيوتر محمول وملفات واوراق مختلفة يقوم بمراجعتها. 

قاسم دون ان يرفع عينه عن الورق الذي امامه : 
=العقود قدامك راجعيها وطلعي منها البنود المهمة ..ترجميها واعرضيهم على الانصاري بيه. 

ملك بصدمة : 
=اترجمهم ليه هما مش بالعربي..؟ 

هايدي بتحدي مستتر : 
=العقود كلها بالانجليزي لو مش هتقدري تترجمي صح يبقى ياريت تسيبيهم علشان ميحصلش لخبطة. 

ملك بابتسامة صفراء : 
=انا خريجة تجاره انجليزي على فكرة واقدر اترجم بنود العقود كويس متخافيش. 

قاسم بجدية : 
=يبقى خلاص ابتدي الشغل وخلينا نخلص مش هنقضي اليوم كله في الرغي.. 

ثم اشار لجهاز محمول : 
=ابتدي يلا و ابقي استخدمي الجهاز ده في شغلك
تناولت منه الجهاز وهي تتأمل بغضب إلتصاق مساعدته به والتي تتحين اي فرصة لملامسته. 

لتهمس بغيرة وغضب : 
=قليلة الادب .. زي اللي مشغلك. 

قاسم باستفهام : 
=بتقولي حاجه؟ 

ملك باقتضاب غاضب : 
=لا مبقولش. 

ابتسم قاسم وهو يقول برضا : 
=طيب كملي شغلك. 

مرت اكثر من ساعة وهي تعمل بسرعة وكفائة تحت نظرات قاسم المعجبة بكفائتها ودقتها بالعمل. 

لتتفاجأ بهايدي تقول برقة : 
=دا وقت القهوة بتاعتك يا قاسم بيه ثواني وهعملها لحضرتك . 

ملك بدهشة : 
=وتعميلها انتي ليه اطلبي حد من الخدامين وهو يعملهاله. 

هايدي بابتسامة مستفزة : 
=لا مستحيل حد يعملها غيري .. انا من يوم ما اشتغلت عند قاسم بيه وانا اللي بعمله قهوته .. وانا الوحيدة اللي بعرف اظبطها كويس تمام زي ما بيحب يشربها. 

ثم خرجت من الغرفة تحت نظرات ملك الغاضبة لتقول بغيرة لم تستطع السيطرة عليها : 
=عارفة ميعاد قهوتك و رايحة تعملهالك بنفسها كمان يا بختك بيها. 
قاسم ببرود وهو يتأمل غيرتها الواضحة برضى : 
=عادي .. شغلها وبتعمله. 

ملك بغيظ وهي تشعر انها على وشك الانفجار به : 
=شغلها ..كويس انك عرفتني ان اللي بتعمله من الصبح ده شغل.

لتتابع بغيظ : 
=اصلي كنت ناوية اشتغل مساعدة شخصية وكنت عاوزه اتعلم منها طريقة عمل القهوة.. 

قاسم ببرود : 
=ملك اتكلمي كويس ومتلبخيش في الكلام هايدي بتعمل شغلها مش عاجبك اتفضلي سيبينا واخرجي برة .

ملك بغضب وهي تراجع احدى الاوراق في يدها : 
=ابوشكلك بارد. 

تراجع قاسم للخلف وهو يشاهد غيرتها باستمتاع .. في حين دخلت هايدي عليهم المكتب وهي تحمل فنجان قهوة وضعته بجوار قاسم وهي تبتسم برقة واغراء : 
=قهوتك يا قاسم بيه. 

قاسم بابتسامة جذابة وهو يتأمل ملك التي تغلي من شدة الغيرة والغيظ : 
=متشكر يا هايدي ..حقيقي مبعرفش اشرب القهوة غير من ايدك .. اتفضلي اقعدي علشان نكمل شغل. 

جلست هايدي باناقة بجانبه وبدأت في العمل معه تحت نظرات ملك المراقبة بغيظ حتى انتهوا وتراجع قاسم للخلف وهو يقول لملك بعملية : 
=خلصتي..

ملك بجدية : 
=اه خلصت ..تحب تراجع اللي عملته ..! 

اشار لها قاسم بعملية : 
=هاتيه ..

وقفت ملك وهي تشعر ببوادر صداع قوي ودوخه خفيفة تتملكها فالساعة تعدت الرابعة عصرآ وهي لم تأكل اي شئ من الامس. 

تناول منها قاسم عملها وراجعه بدقة ثم قال برضى : 
=كويس اوي وديه لجدي علشان يراجعه قبل الضيوف ما توصل. 

عقدت ملك حاجبيها وهي تقول بتساؤل : 
=ضيوف مين اللي جايين! 

ارتفع فجأة صوت الجد الانصاري وهو يقول بمرح : 
=دول العملا اللي هنمضي معاهم عقود التوريد .. قاسم عازمهم النهاردة على العشا. 

نظرت ملك لقاسم بغضب والذي تجاهلها وهو يرن الجرس عند الخدم لتأتي احدهم مسرعة. 

قاسم بهدوء وهو يقول لهايدي برقة : 
=اتفضلي انتي روحي معاها هتوريلك اوضتك ارتاحي شوية واجهزي لمقابلة الضيوف ..

إبتسمت هايدي وهي تقول برقة : 
=حاضر يا قاسم بيه. 

ثم خرجت برفقة الخادمه وصعدت الى غرفتها. 

الجد باستنكار : 
=انت مقولتش لملك ان في ضيوف مهمين معزومين على العشا النهاردة علشان تستعد. 

قاسم وهو ينظر لملك التي تغلي من الغضب ببرود : 
=محبتش اتعبها معانا .. الاكل هيجي جاهز من برة وهايدي هتستقبل الضيوف. 

الجد بغضب : 
=ايه اللي انت بتقوله ده يا قاسم .. ملك ست البيت والمفروض هي اللي تستقبل الضيوف وترحب بيهم. 

قاسم وهو يتأمل وجهها ببرود : 
=مش هينفع يا جدي ملك معندهاش اي خبرة في الامور اللي زي دي وهايدي قامت بعمل اكتر من حفلة استقبال قبل كده .. ممكن ملك تحضر و تتعلم وتاخد خبرة منها. 

الجد وهو يهم بمغادرة الغرفة : 
=بلاش كلام فارغ ملك مراتك وتتعلم براحتها وحتى لو غلطت مش مهم دي مرات قاسم الانصاري واللي مش عاجبه احنا مستغنيين عن الشغل معاه..

ليتابع بأمر : 
=انا طالع اوضتي ارتاح شويه وانتي يا ملك اطلعي اجهزي علشان تستقبلي ضيوف جوزك. 

ثم غادر الى غرفته دون ان ينتظر اجابتها.. 

وقفت ملك وهي تقول بعدم تصديق : 
=بقى انت جايبها علشان تستقبل ضيوفك !! 

قاسم ببرود : 
=ايوه وايه الغريب في كده ؟ 

ملك بغضب : 
=وأنا ايه منفعش اني استقبل ضيوفك! 

قاسم ببرود : 
=تستقبليهم بصفتك ايه؟ 

ملك وهي تكاد تصرخ من بروده : 
=بصفتي مراتك طبعا ..








لتتابع بخوف : 
=قاسم انت طلقتني ! 

قاسم بغضب : 
=لا طبعا انتي لسه مراتي .. ومستحيل اطلقك. 

ليستدرك سريعا : 
=اقصد مستحيل اطلقك الا لما اطمن ان مفيش خطر عليكي او على عمر. 

ملك بغضب : 
=ولما انا لسه مراتك والمفروض اننا بنمثل قدام جدك اننا زوجين عاديين جايب واحدة تانية تستقبل ضيوفك ليه؟ 

قاسم ببرود : 
=أولاً هايدي بتشتغل عندي وعندها خبرة في الحاجات دي.. 
ثانياً محبتش اتقل عليكي واجبرك تقعدي طول الليل مع واحد مش طيقاه ولا طايقة لمسته لاني بالتأكيد هضطر ألمسك قدام الضيوف. 

ترقرقت الدموع في عين ملك مما جعل قلب قاسم يلين بالرغم عنه وهي تقول بانكسار : 
=خلاص زي ما تحب. 

ثم توجهت لباب الغرفة محاوله مغادرتها ليستوقفها صوت قاسم : 
=ملك ..

استدارت ملك اليه وهي على وشك البكاء : 
= لو عاوزه تحضري العشا انا معنديش مانع .. وكمان علشان جدي ميشكش ان في مشاكل ما بينا. 

ملك بكبرياء : 
=لا خلاص شكرا .. انا اصلا مكنتش عاوزه احضر بس استغربت انك جايب واحدة غريبة تستقبل ضيوفك في بيتي .. اقصد بيتك. 

ثم تركته وصعدت الى غرفتها اغلقتها عليها بالمفتاح ثم انهارت على احد المقاعد في نوبة من البكاء التي تغزيها غيرتها الشديدة جعلتها تستسلم للنوم وهي متعبة. 

بعد مرور اكثر من ساعتين…

استيقظت ملك على صوت طرقات عالية على باب غرفتها
فتوجهت للباب و فتحته لتجد قاسم يقول بغضب وتوتر : 
=كل ده نوم .. مش سامعة كل الخبط ده ؟ 

ملك ببرود : 
=عاوز ايه..

قاسم بغضب : 
=عاوز ألبس .. الضيوف على وصول وانتي قافلة الباب عليكي. 

ملك ببرود : 
=معلش .. مخدتش بالي اتفضل إلبس براحتك. 

عقد قاسم حاجبه وهو يرفع وجهها اليه يتأملها بتوتر : 
=ملك عنيكي حمرا كده ليه انتي كنتي بتعيطي ! 

ابتعدت ملك عنه وهي تقول بغضب :
=وأنا هعيط ليه .. انا كنت نايمة وعشان كده عنيا حمرا. 

تأملها قاسم قليلا ثم ابتسم بحنان وقلبه يتألم من أجلها : 
=طيب ايه رأيك تلبسي وتنزلي معايا حفلة العشا. 

ملك ببرود : 
=متأسفة عندي حفلة تانية ويدوبك هستعد لها عن إذنك. 

امتدت يد قاسم تمنعها من التحرك وهو يقول بصرامة اخافتها : 
=حفلة ايه اللي انتي هتروحيها! 

ملك ببرود : 
=حفلة صغيرة هعملها على قدي انا وعمر وخالتي ام رجاء ومتخافش محدش هيشوفنا ولا يحس بينا .. اصلي هعملها في مبنى البيسين المقفول. 

لتتابع وهي تخرج شورت قصير اسود وبلوزه ضيقه وعاريه حمراء اللون : 
= تحب تدخل الحمام الاول ولاا ادخل انا.

قاسم وهو ينظر لها بدهشة.: 
=اتفضلي ادخلي انتي. 

أومأت ملك رأسها موافقة ثم خلعت ملابسها وهي تقول بغيظ : 
=ماشي يابتاع باربي ان مجننتك مبقاش انا ملك.. 

ثم قامت بأخذ حمام سريع وارتدت الشورت والبلوزة اللتان تظهران جمالها وانوثتها ببزخ واكتفت بوضع احمر شفاه ناعم
وتركت شعرها منساب خلفها بنعومة وتوجهت للخارج لتجد قاسم يقف بغضب وهو ينظر اليها بذهول : 
=ايه اللي انتي لابساه ده انتي اتجننتي عاوزه تخرجي كده !! 

ملك باستفزاز : 
=ايه مالي .. ماشبهش لباربي بتاعتك.. 

قاسم بغضب : 
=ملك متستفزنيش وروحي غيري الزفت اللي انتي لابساه ده احسنلك. 

ملك باستفزاز : 
=انا حرة ألبس اللي انا عوزاه .. براحتي وانت مش من حقك تقولي البس ايه او ملبسش ايه. 

قاسم بتوعد وهو يقترب منها : 
=بقى كده! 

تحركت ملك للخلف بخوف وقد بدأت للتراجع للخلف وهي تشعر انها قد استفزته كثيرا : 
=انا…انا لابسه كده علشان .. علشان هنزل الماية.. و محدش هيشوفني المكان هيكون مقفول علينا.

لتتابع بخوف ويده تلتف حول خصرها بغضب : 
=انا مش فاهمه انت متدايق ليه دا .. دا شورت مش مايوه. 

قاسم بغصب ويده تشق بلوزتها عليها بعنف : 
=بقى انتي حرة مش كده..؟ 

شهقت ملك وهي تحاول تغطية جسدها امام عينيه الغاضبة الا انه لم يسمح لها وهو يرفع بقاياها عنها لتصبح شبه عارية بين ذراعيه وهو يقول بغضب وتملك مجنون : 
=اظاهر انا دلعتك لحد ما صدقتي ان ممكن اسمح لاي حد يشوفك بالشكل ده. 

ثم وضعها على الفراش وهو يقيد معصمها بيد واحدة والاخرى تجذبها اليه بتملك مجنون وشفتيه تبحث عن شفتيها معاقبا الا ان قـ*بلته المعاقبة تحولت الى عشق ولهفة شديدة بادلته ملك اياها ويدها تتحرر اخيرا وتلتف حوله تقربه منها بلهفة وعشق. 

لتمر بينهم لحظات من العشق المجنون المتبادل بينهم ليحاول قاسم فجأة الابتعاد وهو يتذكر كلماتها المهينة اليه الى ان ملك تنبهت وهي تزيد من احتضانه وتـ*قبيله بلهفة شديدة في وجهه و دموعها تسيل بغزارة خوفا
من ابتعاده عنها : 
=أنا اسفة يا قاسم ..اسفة ..انا عارفة اني غلط بس غصب عني .. انا مقدرش اعيش من غيرك ..اموت لو بعدتني عنك. 

نظر قاسم لها بعشق وهو يدفن وجهه في عنقها وهو يقول بندم شديد : 
=انا اللي أسف يا حبيبتي .. أسف وندمان على كل لحظة أذيتك فيها بغبائي و عارف اني مستحقكيش بس انا مقدرش اعيش من غيرك يا حبيبتي انتي عشقي و دنيتي يا ملك مش. عاوز حاجه من الدنيا غير انك تسامحيني وتفضلي معايا. 

ثم إلتفت يده حولها تجذبها اليه بعشق متملك : 
=سامحيني يا حبيبتي .. سامحيني واعرفي انك اغلى عندي من نفسي ومن شغلي وعيلتي انتي اغلى عندي من دنيتي كلها يا ملك. 
ثم مال على شفتيها يودعهم عشقه الشديد وشغفه بها. 









بعد مرور ساعتين..

مررت ملك يدها في شعر قاسم الذي يدفن رأسه في داخل عنقها وهي تقول بحنان : 
=قاسم قوم يا حبيبي يا دوبك تاخد دوش وتلبس الضيوف على وصول. 

اصدر قاسم صوت رافض وهو يزيد من احتضانها وضمها اليه بعشق شديد ويقول بجدية : 
=انا بفكر اتصل بيهم واعتذرلهم ..

ضحكت ملك وهي تمرر يدها بحنان في شعره : 
=قوم يا حبيبي وبلاش جنان انت عاوز الناس يقولو
 علينا ايه ! 

رفع قاسم وجهه اليها وهو يتأمل ملامحها بعشق : 
=يقولو اللي يقولوه .. المهم انا مش هبعد عنك النهارده. 

ملك وهي تحثه على النهوض : 
=قوم يا حبيبي البس وبلاش جنان جدك والضيوف هيقولو عننا ايه! 

مرر قاسم يده في شعرها وهو يقول بعشق : 
=هيقولوا واحد بيحب مراته وبيموت فيها ومش قادر يبعد عنها. 

ثم ابتسم فجأة وهو يقول بحنان : 
=ولاا أقولك ..تعالي معايا تحت نستقبل الضيوف مع بعض. 

ملك بغيرة : 
=لا مش جاية معاك كفاية عليك قوي باربي خليها تستقبل ضيوفك معاك. 

قاسم وهو يمرر يده على جسدها بحنان : 
=ملك…

هزت ملك رأسها برفض وهي تقول بعناد : 
=برضه لاء..

لتتفاجأ بقاسم يقفز من على الفراش ويحملها بين ذراعيه ويتجه بها الى الحمام الملحق بالغرفة. 
صرخت ملك بخجل مجنون : 
=قاسم انت بتعمل ايه..! 

قاسم بابتسامه متوعدة : 
=أبدا هحاول اقنعك يا عشق قاسم ودنيته .. ولا تقنعيني لأقنعك. 
ثم مال على شفتيها يلتهمهم بعشقاً شديد. 

في نفس التوقيت ..

همست هايدي بتوتر في الهاتف وهي تقول بخوف : 
=انا صورتلك كل اللي قدرت عليه في الفيلا وصورت اماكن الكاميرات واماكن الحرس وبعتهملك واتس. 

لتتابع بقلق : 
=بس انا مقدرتش اصور كل حاجه الحرس منتشرين في كل حتة وخوفت ليشكو فيا. 

ارتفع صوت رأفت وهو يقول بغضب : 
=صوري كل اللي تقدري عليه علشان لو فضل قافل عليهم كده هضطر ادخل الفيلا اجيبهم بنفسي .. ومتنسيش اللي قولتلك عليه حاولي تشككيها فيه وتفهميها ان فيه علاقة بينكم. 

هايدي بقلق : 
=وهي معقول هتصدق كده بالساهل؟ 

رأفت بكراهية : 
=لا هتصدق .. ملك اللي حصلها خلاها شخصية ضعيفة ومهزوزة واقل حاجه بتأثر فيها وانا كل اللي عاوزه منك انك تخليها تشك فيه لحد ماتخالف اوامره وتخليها تخرج برة الفيلا ويا سلام لو ابنها معاها يبقى دي الضربة القاضية لقاسم. 

تنهدت هايدي وهي تقول بقلق : 
=انا هعمل كل اللي قولتلي عليه بس انت كمان توفي بوعدك وتسلمني الافلام اللي صورهالي سامح قبل ما يموت. 
 
رأفت بخبث : 
= طبعا يا ديدي .. سلم واستلم انتي تسلميني ملك وانا اسلمك افلامك وتبقى نهاية سعيدة للكل. 
ثم تعالت ضحكاته الشيطانية وهو يمني نفسه بنجاح مخططه. 

________________

♕ يتبع.. ♕
♡ الفصل الحادي والعشرون ♡
•• زينب مصطفى. 
#إنتقام_آثم. 🦋🖤



لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×